الاتفاق بين البرازيل والصين لإنتاج الإنسولين غلارجين محليًا يُمثّل
تقدمًا استراتيجيًا في قطاع الصناعة الدوائية البرازيلية وفي مجال الصحة العامة في
البلاد. وتم توقيع هذا الاتفاق ضمن نموذج "الشراكة من أجل التنمية الإنتاجية"،
ويشمل مؤسسة أوزوالدو كروز (فيـوكروز)، وشركة بيوم البرازيلية، وشركة غان أند لي الصينية المتخصصة في الصناعات
الدوائية.
الإنتاج المحلي للإنسولين غلارجين
الإنسولين غلارجين هو دواء أساسي لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، وهو
مرض يؤثر على حوالي 10.2% من سكان البرازيل، أي ما يقارب 20 مليون شخص. حاليًا،
تعتمد البرازيل بشكل كبير على استيراد هذا الدواء. يهدف الاتفاق إلى تقليل هذا
الاعتماد من خلال إنتاج المادة الفعالة الصيدلانية (IFA) محليًا في مصنع
Bio-Manguinhos في مدينة أوسيبيو بولاية
سيارا. وسيكون هذا أول مصنع من نوعه في أمريكا اللاتينية.
مراحل الإنتاج ونقل التكنولوجيا
سيتم تنفيذ عملية الإنتاج على مرحلتين. في المرحلة الأولى، ستقوم شركة Biomm بتركيب الدواء وتعبئته ووضع العلامات والتغليف في مصنعها في نوفا ليما
بولاية ميناس جيرايس. في المقابل، ستقوم شركة
Gan&Lee الصينية بنقل التكنولوجيا اللازمة لإنتاج المادة
الفعالة في البرازيل. ومع تقدم مراحل نقل التكنولوجيا، سيتم توطين إنتاج المادة
الفعالة بالكامل في مصنع فيوكروز في ولاية سيارا.
الأثر على نظام الصحة العامة (SUS)
يمثل هذا الاتفاق تأثيرًا كبيرًا على النظام الصحي البرازيلي الموحد، لذلك فمن
المتوقع أن يساهم الإنتاج المحلي للإنسولين غلارجين في ضمان إمدادات أكثر
استقرارًا وبأسعار أقل للمرضى. وتشير التقديرات إلى أن الإنتاج سيصل إلى 70 مليون
وحدة سنويًا خلال عشر سنوات، مما سيؤمن توافر الدواء للسكان البرازيليين.
التحديات والفرص
على الرغم من أن هذا الاتفاق يُعد خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقلالية في
إنتاج الأدوية الأساسية، إلا أنه ينطوي أيضًا على تحديات. فنقل التكنولوجيا وبناء
البنية التحتية المناسبة يتطلب استثمارات كبيرة ووقتًا كافيًا. ومع ذلك، فإن تعزيز
القدرات الصناعية البرازيلية في قطاع الصناعات الدوائية قد يفتح آفاقًا جديدة
للابتكار وتحسين جودة الأدوية المتاحة للسكان.
في ظل عودة
دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير 2025، شهدت العلاقات الثنائية بين
البرازيل والولايات المتحدة توترات ملحوظة، خاصة في مجالات التجارة والجغرافيا
السياسية. تجسد ذلك في اتفاق البرازيل مع الصين لإنتاج الإنسولين الغلارجيني
محليًا، وهو ما أثار قلق واشنطن.
فما هذا تأثير الاتفاق على العلاقات البرازيلية الأمريكية في
ظل ولاية ترامب الثانية
v سياسة
ترامب الحمائية وفرض الرسوم الجمركية
في فبراير 2025،
فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات الصينية، وزادت
هذه النسبة إلى 20% في مارس من نفس العام. هذه السياسات الحمائية أثرت على التجارة
العالمية، بما في ذلك صادرات البرازيل إلى الصين، حيث سعت البرازيل لتعويض الفجوة
الناتجة عن تقليص الصادرات الأمريكية، خاصة في منتجات مثل السورغوم واللحوم
والدواجن. الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا قام بزيارة لبكين لتعزيز العلاقات مع
الصين، مما يعكس تحولًا في السياسة الخارجية البرازيلية نحو مزيد من التعاون مع
بكين.
v التوترات
التجارية والتهديدات بالرد
ردًا على الرسوم
الأمريكية، صرح الرئيس لولا بأن البرازيل ستتخذ إجراءات انتقامية إذا استمرت
الولايات المتحدة في فرض الرسوم على المنتجات البرازيلية. في فبراير 2025، وافق
البرلمان البرازيلي على مشروع قانون يسمح للحكومة بفرض رسوم انتقامية على المنتجات
الأمريكية، مما يعكس تصميم البرازيل على حماية مصالحها التجارية.
التعاون
البرازيلي الصيني وتأثيره على العلاقات مع واشنطن
الاتفاق بين
البرازيل والصين لإنتاج الإنسولين الغلارجيني محليًا يعكس تعزيز التعاون بين
البلدين في مجال التكنولوجيا الحيوية. هذا التعاون قد يثير قلق الولايات المتحدة،
خاصة في ظل سياسات ترامب التي تهدف إلى تقليل النفوذ الصيني في أمريكا اللاتينية.
الولايات المتحدة قد ترى في هذا الاتفاق تحديًا لمصالحها في المنطقة.
v التحديات
أمام البرازيل
البرازيل تواجه
تحديًا في موازنة علاقاتها مع الولايات المتحدة والصين. من جهة، تسعى للحفاظ على
علاقات تجارية قوية مع واشنطن، ومن جهة أخرى، تسعى لتعزيز التعاون مع بكين في
مجالات استراتيجية. هذا التوازن يتطلب دبلوماسية حذرة ومرونة سياسية لمواجهة
التحديات الناشئة عن السياسات الأمريكية الجديدة.
لا شك في أن هذا الاتفاق
بين البرازيل والصين لإنتاج الإنسولين محليًا يعكس تحولًا في السياسة الخارجية
البرازيلية نحو مزيد من التعاون مع الصين. هذا التحول يتزامن مع سياسات ترامب
الحمائية، مما يزيد من تعقيد العلاقات الثنائية بين البرازيل والولايات المتحدة.
البرازيل بحاجة إلى إدارة هذه العلاقات بحذر لضمان مصالحها الوطنية في ظل التغيرات
الجيوسياسية الحالية.
#الصحة_العامة
#الأنسولين_غلارجين
#الدواء_المحلي
#الاكتفاء_الذاتي_الدوائي
#السيادة_الصحية
#صناعة_الأدوية
#الصحة_العامة
#الأنسولين_غلارجين
#صناعة_الأدوية
#التعاون_الصيني_البرازيلي
#نقل_التكنولوجيا
#الاكتفاء_الذاتي_الدوائي
#السيادة_الصحية
#الابتكار_الدوائي
#التنمية_الصناعية
#ChinaBrazilPartnership
#LocalDrugProduction
#SouthSouthCooperation
#PublicHealthBrazil
#TechTransfer
#الصين_البرازيل
#شراكة_استراتيجية
#الصحة_أولًا
#دواء_محلي
#نقل_التكنولوجيا
#حلول_مستدامة
#مستقبل_الصحة
#برازيليين_أقوياء
#ChinaBrazilHealth
#إنتاج_وطني
#أدوية_السكري
#السيادة_الصحية
0 تعليقات
كل التعليقات تعبر عن رأي صاحبها وليست لها علاقة بموقع المكسيك بالعربي