كود اعلان

مساحة اعلانية احترافية

آخر المواضيع

إيران وفنزويلا تواجهان التدخل الأمريكي: تحليل للعلاقات الثلاثية المتوترة

في لحظة من التوتر الجيوسياسي غير المسبوق في منطقة الكاريبي، برزت الجمهورية الإسلامية الإيرانية كالحليف الدولي الرئيسي لحكومة نيكولاس مادورو في فنزويلا، حيث أدانت بشدة الإجراءات العسكرية والدبلوماسية الأمريكية الأخيرة ضد الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية. و تبرز هذه المواجهة الثلاثية تعقيدا في العلاقات الدولية المعاصرة وكيف أن التحالفات بين الدول الخاضعة للعقوبات الأمريكية تتحد كآلية للمقاومة الجماعية.


 السياق التاريخي لتحالف استراتيجي

تعود العلاقات بين إيران وفنزويلا إلى ستينيات القرن الماضي عندما أصبح البلدان عضوين مؤسسين في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، ولكن نقطة التحول الحقيقية في علاقاتهما حدثت مع وصول هوغو تشافيز إلى السلطة في فنزويلا عام 1999 ثم محمود أحمدي نجاد في إيران عام 2005. خلال هذه الفترة، شهد البلدان تقاربا استراتيجيا غير مسبوق قائما على رؤية مشتركة للمقاومة ضد ما يسمى "الإمبريالية الأمريكية" وتعزيز عالم متعدد الأقطاب. وخلال فترة حكم الرئيس شافيز زار  هذا الأخير إيران تسع مرات على الأقل، بينما قام أحمدي نجاد بزيارات متعددة إلى فنزويلا، وتم تبادل الأوسمة تكريمية بين الطرفان في عدة لقاءات، ووقعا على أكثر من 270 اتفاقية تعاون في مجالات متنوعة شملت الطاقة والصناعة والتكنولوجيا والزراعة والإسكان والدفاع، واستمرت هذه العلاقات العالية المستوى مع وصول نيكولاس مادورو إلى الرئاسة الفنزويلية عام 2013، الذي واصل سياسة التحالف الاستراتيجي مع طهران.

 الأزمة الحالية: الإجراءات الأمريكية والردود

بشكل لافت عززت إدارة ترامب ضغوطها على فنزويلا من خلال استراتيجية متعددة الأبعاد تشمل عقوبات اقتصادية وإجراءات قضائية ونشر عسكري،  ومؤخرا، نشرت الولايات المتحدة ثلاث مدمرات وأعلنت عن إرسال ما يصل إلى 4000 من مشاة البحرية إلى منطقة الكاريبي، بحجة أن هذا الإجراء جزء من عملية لمكافحة المخدرات تهدف إلى تفكيك ما يسمى "كارتيل الشمس" بقيادة الرئيس نيكولاس مادورو. وردا على ذلك، أعلنت الحكومة الفنزويلية عن نشر  4 مليون و500 ألف عنصر من القوات شبه العسكرية لمواجهة ما تصفه بـ"التهديدات الخارجية". بالتوازي، فرضت الولايات المتحدة قيودا مالية على شركة النفط الحكومية PDVSA والمسؤولين الفنزويليين، وأعلنت عن مكافأة قدرها 50 مليون دولار لمعلومات تؤدي إلى اعتقال نيكولاس مادورو، المتهم بالاتجار بالمخدرات وردت إيران على هذه الإجراءات بدعم دبلوماسي قوي لفنزويلا. ووصفت وزارة الخارجية الإيرانية إجراءات الولايات المتحدة بانتهاك مباشر لميثاق الأمم المتحدة، وخاصة المادة 2 من الفقرة 4، التي تحظر استخدام القوة أو التهديد بها ضد الدول ذات السيادة. كما أعربت طهران عن دعمها الكامل لحكومة مادورو.

 

 التعاون في مجال الطاقة والاقتصاد

يشكل التعاون في مجال الطاقة أحد الركائز المركزية للعلاقات الثنائية بين إيران وفنزويلا. ومؤخرا، أرسلت إيران إلى فنزويلا ناقلات وقود تحمل البنزين للمساعدة في النقص الحاد في الوقود الذي تعاني منه الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية. وتشير التقديرات إلى أن شحنة حديثة مكونة من خمس ناقلات كانت تحمل مليون ونصف برميل من البنزين. وفقا لتقارير دولية، كانت فنزويلا تدفع مقابل هذه الشحنات بأطنان من الذهب، مما يوفر لإيران سيولة دولية مع تجنب النظام المالي التقليدي المتأثر بالعقوبات. وهذه العلاقة تبادلية: تحصل فنزويلا على الوقود المكرر والمساعدة الفنية لصناعتها النفطية المتدهورة، بينما تحصل إيران على الذهب الفنزويلي وتعزز وجودها في منطقة ذات أهمية جيوسياسية. وقد طور البلدان مشاريع مشتركة لبناء ناقلات النفط وتحديث المصافي والشركات مثل Iran Marine Industrial Company (SADRA)  ويشمل هذا التعاون الفني إرسال المهندسين والفنيين الإيرانيين إلى فنزويلا لإصلاح وصيانة المنشآت النفطية التي عانت من سنوات من الإهمال ونقص الصيانة.

 التعاون العسكري والأمني

أثار التعاون في مجال الأمن قلقا خاصا في المجتمع الدولي. ففي عام 2006، ظهرت تقارير عن احتمالية بيع طائرات مقاتلة من نوع F-16 الفنزويلية إلى إيران، لكن هذه الصفقة لم تتحقق في النهاية بسبب القيود الأمريكية على نقل التكنولوجيا العسكرية.

وقد اتُهمت إيران بتقديم تداريب لأجهزة الاستخبارات والأمن الفنزويلية على تقنيات الرقابة الاجتماعية والمراقبة ومكافحة التمرد. كما تشير تقارير الاستخبارات الغربية إلى وجود أعضاء من الحرس الثوري الإيراني ومجموعة حزب الله في الأراضي الفنزويلية، على الرغم من أن الحكومتين تنفيان هذه الاتهامات باستمرار. ويشير خبراء مثل ديفيد سمايلد من مكتب واشنطن لشؤون أمريكا اللاتينية، "إلى أن هذا التعاون "طبيعي" لأن "كلا البلدين يريان نفسيهما كشريكين استراتيجيين في عالم متعدد الأقطاب وكلاهما دول منبوذة من قبل الولايات المتحدة"، "وهذا التحالف يسمح لهم بمشاركة المعرفة والتكنولوجيا والموارد للتهرب من العقوبات ومواجهة الضغط الدولي.



 #إيران_وفنزويلا

#المواجهة_الأمريكية
#
التدخل_في_فنزويلا
#
محور_المقاومة
#
العقوبات_الأمريكية
#
أزمة_الكاريبي
#
السيادة_الوطنية
#
العلاقات_الدولية
#
الجيوسياسة
#
مكافحة_الإمبريالية
#
الحرس_الثوري_الإيراني
#
النفط_والذهب
#
أمريكا_لاتينية
#
الأمم_المتحدة
#
الأزمة_الإنسانية

إرسال تعليق

0 تعليقات

مساحة اعلانية احترافية
مساحة اعلانية احترافية